-->

شباب الثورة..إلى أين؟

شباب الثورة..إلى أين؟


    حضرت ورشة عمل كان فيها مايقارب ال 30 ناشط وناشطة، الجميل في الموضوع هو تنوع من قابلتهم، فهناك من ينتمى لحزب الإصلاح وهناك حوثي ويساري ومستقل و حراكي  من محافظات متعددة، كان خليطاً رائعاً..

    ونحن جالسون في حلقة نتحدث عن أشياء مختلفه فوجئت بأن أحدى الفتيات التي شاركت في الثورة في الساحات قالت: لأول مره أتحدث مع شخص من هؤلاء، واشارت عليه..طبعا لن أذكر من أي خلفيه قصدها ولكن يبدوا فعلاً أن الشباب المختلفون في الآراء والمنهجية لا يتحدثون مع بعض، لماذا؟
    سألت أحدهم فقال لي: هكذا أفضل لو تحدثوا مع بعض لربما يوسع الخلاف ويحصل مشاحنات أكثر، اومأت برأسي إيجاباً ولكني لم أقتنع..كيف ممكن أن يكون عدم التواصل هو الحل لنزع الخلاف؟

    الساحات الثورية مليئة بالإتلافات التي قد تصل للآلاف..كل ائتلا ف يختلف عن الآخر ربما ليس كثيراً ولكن التركيز دائما يكون على الخلاف وليس على ما نتفق عليه، كثير من الإئتلافات يختلفوا بين بعضهم البعض ويفشل الإتلاف، الى الآن هناك مشكله تواجه المجتمع الدولي في التواصل مع الشباب المستقل، من الذي سيتواصل معهم؟ونذكر أنه في بداية الثورة حاولوا مراراً التواصل معهم ولكن دائما ماتجد شخصاً يقول:" بأي حق يتواصل هؤلاء مع المسؤولين ..هؤلاء لا يمثلونا"
    من يمثلكم إذاً؟ كل شخص يمثل نفسه للأسف...

    ريما يجب على الشباب أن يكونوا أقل أنانية، أن يكونوا أكثر تواصلاً ببعضهم البعض، أن يحاولوا إيجاد نقاط إتفاق، أن يفكروا في تنظيم وقتهم بدل من قضاء الوقت في الساحة في مضغ القات، يجب على الشباب أن يعرفوا أنه سيأتي اليوم الذي يكونوا فيه سياسيي الغد، مهما طال الزمن سيأتي يوم سيكون منهم من يحكمنا، كيف ندعوا للتغير ونحن غير قادرين على تغيير أنفسنا؟
    ربما كان العذر السابق أن الشباب لا يعرف بعضهم بعضاً وصعب أن ينظموا أنفسهم، ولكن الآن مرت سنين ومازال الوضع كما هو عليه..



    رأيت شباب رائعين في هذه الورشة وتمنيت أن يأتي يوم وأراهم في مواقع صنع القرار، ولكن رأيت أيضاً كيف أن هناك حواجز بينهم رغم أنه خلال أيام الورشه لاحظت كيف أن التواصل أزاح الكثير من هذه الحواجز ولكن ضلت فكرة "من يخالفني مخطئ، ولا أريد التقرب منه"هي الطاغيه دائماً، ضلت فكرة التركيز على الإختلافات بدلا عن التركيز على النقاط المشتركه  هي الفكرة التي لا تبرح عقولهم، مع أنك تجد أن هناك الكثير من الإتفاق فيما بينهم، كلهم رائعون ، كلهم يحبون وطنهم، ولكن كل بطريقته..
    أتمنى أن يأتي يوم يفكر هؤلاء الشباب في عمل تنظيمات قوية، قادرة على أن توصل بالشباب لمواقع صنع القرار، وأتمنى إذا جاء هذا اليوم أن يتذكر هذا الشاب أو الشابه أنه في يوم من الأيام كان يتمنى أن يصل هناك ليغير وطننا الحبيب إلى الأفضل...
    وأتمنى أن أعيش وأرى فيه اليوم الذي تصنف فيه بلدي في أعلى قائمة الدول المتحضرة..إلى أن يأتي هذا اليوم سيضل الأمل قائماً رغم كل الصعاب..
    دمتم 


    Dory Aleryani
    @مرسلة بواسطة
    يمنية من بلد الملكة بلقيس و أروى. اؤمن بالمرأة اليمنية و أتمنى ان أرى اليوم الذي تحكم فيه من جديد. لي ارائي الخاصه التي قد لا يتقبلها المجتمع، شغفي بالسياسة بدأ مع الثورات و تبين لي بأن السياسة تجري في دمي بالوراثه. اؤمن بالإنسانيه ولا يفرق معي دينك أو بلدك و اؤمن بحق كل انسان في الحياة و الكرامة. ..أحب الفكاهه و يقول البعض ان "دمي خفيف"..طبعا لو فتحت المجال لأصف نفسي فلن اتوقف..لذلك اكتفي بهذا القدر :)