-->

أنا شيعي

أنا شيعي
    "أنا شيعي"
    قالها وسكت، أستغربت... ليس لأنه شيعي ولكن لأنها المرة الأولى التي أسمع فيها كلمة "أنا شيعي" تقال من مواطن يمني....
    ----------------------------
    بداية القصة:
    أعيش في لبنان منذ بضع سنين، هنا تتبلور كلمة "تنوع"، كانت هذه هي المرة الأولى التي أتعرف فيها على عرب من دين آخر، كان عندي الفضول لأعرف كيف يعيش أشخاص في نفس البلد ويكون لهم دين مختلف، كان هذا غريب بالنسبة لي فأنا عشت في اليمن معظم سنين حياتي و قليلا في المغرب ولكن كان الجميع مسلم من نفس الطائفة ومع وجود نسبة يهود قليله لكني لم أقابلهم أبداً في حياتي، و لم أرى من قبل مثل التنوع الذي في لبنان. ..

    لبنان...هنا تجد السني والشيعي والدرزي والمسيحي"بعدة طوائف"، صحيح أن كل منهم يعيش في منطقته ولكن هناك مناطق تجد فيها أكثر من دين أو طائفة، بالإضافة الى أن أماكن العمل والدراسة تجمع بينهم، ولكن أيضا يوجد جامعات يغلب عليها طائفة معينة أو دين معين..
    كنت أستغرب أحياناً أنهم قد لا يعرفون عن بعضهم البعض الكثير، ربما لم يقرأو كتب الآخر الدينيه رغم أنهم يعيشوا في نفس البلد، رأيتهم عندما يختلفون، ورأيت الجثث تحت المباني عند خلاف السنه والشيعه في أيار 2008 ...أشياء كثيرة أستغربتها ولكن..

    فلنكمل القصه...
    -----------------------------
    اليمن، عشت فيها وكبرت ولم أسمع أبدا بكلمة هذا زيدي وهذا شافعي، كان ولايزال لدي الكثير من الصديقات من الطائفة الزيدية ولكني لم أشعر أبداً أن هناك شيء مختلف بيننا، ربما فقط في الصلاة عندما كنت أقف أنا وصديقتي للصلاه وهي تسدل بيديها وأنا اضم يديي، لذلك كان لوقع كلمة "أنا شيعي" التي قالها وقع غريب..

    بدأ يحكي لي بماذا يشعر كونه شيعي، سألته: هل تشعر بالفرق بينك وبين من هو ليس بشيعي؟ سكت قليلاً وبدا بأنه يتذكر لحظات حزينة ، ثم أجاب: نعم، سأقول لكي مثال بسيط، عندما أذهب للمسجد وأسدل بيدي، الكل يتطلع إلي بنظرات استنكار، ويأتي أحدهم لينصحني بأن أضم يدي ويقول لي بأن هذا ما يفعله الرسول الكريم وأني بإسدالي أخالفه- ثم اكمل: أشعر بأني غريب وأني يجب ان أذهب لجامع للزيود مع من هم مثلي...
    صعقت عند سماعي هذا، فأنا أعلم بأن اليمنيين كانوا يصلوا مع بعضهم ومنهم من يضم يده ومنهم من يسدلها، ولم يكن أحدا يتضايق أو يشمئز..ماذا حدث؟أين نحن ذاهبون؟

    ودارت في رأسي الصور البشعه والنزاعات التي رأيتها في بيروت، وشعرت بالخوف الشديد على وطني..
    تطلعت للشاب الذي يحكي لي، شاب مهذب ليس له علاقه بالسياسة و ليس لديه أي توجهات سياسية، يحب اليمن ولا يريد أن يشعر بأنه غريب في وطنه،هذا كل مايريده ..
    أكتب هذا لأوجه رسالتي لأبناء وطني، لا تجعلوا هذه الأشياء تفرقكم، كلنا يمنيون وكلنا نريد مصلحة هذه البلد، وكلنا نعيش مع بعضنا البعض بدون تمييز بين سني وشيعي، أعلم أن هناك متطرفين من هذا الإتجاه او ذاك وأعلم أن السياسة والسياسة فقط هي من تريد تفريقكم، فلنرى مايحدث لغيرنا بسبب الفتن الطائفية من حروب ومجازر لا تنفع أحد وإنما تضر الجميع ، بحق حبكم لليمن..أحبوا بعضكم ولا تجعلوا السياسة الدينية تفرقكم.

    محبتي

    Dory Aleryani
    @مرسلة بواسطة
    يمنية من بلد الملكة بلقيس و أروى. اؤمن بالمرأة اليمنية و أتمنى ان أرى اليوم الذي تحكم فيه من جديد. لي ارائي الخاصه التي قد لا يتقبلها المجتمع، شغفي بالسياسة بدأ مع الثورات و تبين لي بأن السياسة تجري في دمي بالوراثه. اؤمن بالإنسانيه ولا يفرق معي دينك أو بلدك و اؤمن بحق كل انسان في الحياة و الكرامة. ..أحب الفكاهه و يقول البعض ان "دمي خفيف"..طبعا لو فتحت المجال لأصف نفسي فلن اتوقف..لذلك اكتفي بهذا القدر :)