-->

عندما نلوم الضحية وندافع عن المعتدي..فنحن المجرمون وليس المعتدي (التحرش في اليمن ومن يمسحون الحقائق)

عندما نلوم الضحية وندافع عن المعتدي..فنحن المجرمون وليس المعتدي (التحرش في اليمن ومن يمسحون الحقائق)




    تبدأ القصة عندما أنزلت جريدة الحياة خبر عن نسبة التحرش في اليمن والتي نقلتها الحياة عن مؤتمر دولي شاركت فيه منظماتيمنية، النسبة كانت 90%، طبعا قامت الدنيا ولم تقعد فمجموعة من الشباب في تويترقرروا أن يقيموا حملة ضد جريدة الحياة يطالبوها بمسح هذه الإحصائية لأنهم ببساطة يروا(حسب رأيهم) أن ليس هناك نسبة تحرش كبيرة في اليمن..

    بعضهم أعتبر أن هذه النسبة تدل على أن نساءاليمن "لسن مؤدبات" لمرض في نفسه وظنه أن كل من تتعرض للتحرش هيا فتاةسيئة، آخرين ظناً منهم أن هذه النسبة تقول بأن رجال اليمن "مش مؤدبين"وهذا أيضا نوعا آخر من الجهل فالمتحرش الواحد قد يتحرش بمئة امرأة في اليوم، فقرروا مسح الإحصائية ليردوا سمعتهم، آخرين كانوايعتقدون أن كلمة تحرش تعني "إغتصاب" وهذا أيضاً من أسباب الجهل فيمجتمعنا ومجتمع الجوار ..والمضحك أن أحدهم قال لي "إذا كانت 90% قد تعرضنللإغتصاب فمن سأتزوج"!

    للأسف تم التواصل مع جريدة الحياة خاصة منقبل من عاشوا في السعودية ولا يعرفوا شيئا عن اليمن وعندهم معرفة خاصة بصحفيين في هذهالصحيفه..وتم فعلاً مسح الإحصائية رغم أن "كل" الفتيات بلا استثناء قلن أنهن تعرضن لتحرش ومضايقة سواء لفظيه او قد تصل لللمس مره واحده على الأقل في حياتهن وبعضهن قلن أنهن يتعرضن للمضايقة مره واحده على الأقل في اليوم، المضحك أن هؤلاء ممن مسحوا الإحصائية شعروا يومها بسعادة كبيره وكأنه النصر العظيم، وكأ نإثبات أن نسبة التحرش قليلة "كما يدعون" هو الذي أرجع كرامتهم ورجولتهم،بالطبع كان هناك رجال ممن وقفوا معنا ولكن كان عددهم قليل للأسف.

    بدأت البنات بإرسائل رسائل خاصة لي كل واحده تحكي معاناتها مع التحرش، رسائل مبكية وكل واحده منهم تخاف أن تحكيها لأن المصير سيكون ببساطة أما أن تلام هيا او تحبس في البيت، هذا مع الأخذ بالإعتبار أن الفتيات اللواتي على الإنترنت غالباً من الطبقة الوسطى للطبقة الغنية فما بالك بالطبقة الفقيرة او الغير متعلمة، مما جعلني أستشيط غضباً مما حدث، وطبعاً في الأخير ت مالقاء الشتائم علي وتحويله لموضوع شخصي وإستخدا مأساليب تجعل الحجر يخرج عن طوره! يومها قلت"أتمنى أن تتعرض نسائكم لتحر شأمامكم ربما وقتها تفهمون ماتعاني منه المرأة" طبعا أنا متأكده ان نسائهم قدتعرضن لتحرش لأن من المستحيل أن لا تتعرض أي امرأة ولو حتى لكلمة مضايقه اذا مشت في الشارع الا اذا كانت محبوسه طوال حياتها!

    ومرت الأيام منهم من كان محترم وأعتذر..ومنهم من حذفني من صفحته بحجة أني دعيت على أهله، ومرت الأيام وجاء خبر الطفلة ذات ال 13عاماً التي أغتصبت من قبل 7 أشخاص، تطلعت في شاشة الإنترنت منتظره أن أرى من غضبواعلى جريدة الحياة فلم أراهم..كل ما رأيته هو سكوت تام كأن شيئا لم يكن، فهذهالفتاة التي تعرضت لهذا الجرم ليست مهمه، وليس من المهم شن حمله ضد من أغتصبهابالعكس نحن نشن حملات ضد من يقول بوجود نسبة كبيرة من التحرش لنجعل موضوع التحرش يكبر الى أن يصل لإغتصاب، وإذا صار إغتصاب نسكت أيضاً ولا ننشره في جرايدنا ونداريالموضوع "وخلاص على كذه"!
    للأسف هذه هي ثقافتنا وربما ثقافة أغلب الدولالعربية، هذا هو مجتمعنا... مجتمع يدافع عن المعتدي ويلوم فيه الضحية ..

    أريد أن أشكر كل رجل وقف معنا وخاصة من الرجال الذين حكوا لنا عن تجارب قريباتهم، هذه شجاعة أقدرها لهم.


    Dory Aleryani
    @مرسلة بواسطة
    يمنية من بلد الملكة بلقيس و أروى. اؤمن بالمرأة اليمنية و أتمنى ان أرى اليوم الذي تحكم فيه من جديد. لي ارائي الخاصه التي قد لا يتقبلها المجتمع، شغفي بالسياسة بدأ مع الثورات و تبين لي بأن السياسة تجري في دمي بالوراثه. اؤمن بالإنسانيه ولا يفرق معي دينك أو بلدك و اؤمن بحق كل انسان في الحياة و الكرامة. ..أحب الفكاهه و يقول البعض ان "دمي خفيف"..طبعا لو فتحت المجال لأصف نفسي فلن اتوقف..لذلك اكتفي بهذا القدر :)