-->

من أجل هؤلاء

من أجل هؤلاء





    (افتح الفيديو اعلاه قبل ان تقرأ)
    صورة شاب يتسم بملامح بريئة ..طالب جامعي لم يتجاوز ال22 من عمره..يلبس البدلة الرسمية..أبيض البشرة..
    يبدو كما يقول المصريين "ابن ناس"...رأيت تعليقاته على صفحات الفيس بوك..الثورة في أول أيامها..
    لايزال الناس مستغربين من الفكرة..
    لايزالوا خائفين من التعبير بحرية عن رأيهم...
    أرى هذا الشاب يكتب عن حلمه في يمن جديد..
    يحكي عن فقر بلاده..
    عن الأمية..
    عن الفساد الذي نخر عظام البلد..يتحمس...
    يهاجمونه ولكنه يصر على رأيه..اسأله ماذا ستفعل فيقول لي سأذهب للساحة..
    اتابع اخباره..يغيب احيانا فأقلق ياترى هل لايزال بخير ..هل مات..؟
    الثورة في أوجها..نظيفه..
    عبقها العطر يصلني عبر البحار..
    ثورة سلمية سلمية في بلد مسلح..
    أغلي شبابها يشارك فيها..
    هؤلاء من يريدون أن يبنوا الوطن..
    هؤلاء من يحزنوا عندما يروا وضع بلدهم..
    يريدوا ان يغيروا..يذهبون بصدور عارية الى الساحات..أحلامهم تعلو السماء..
    أمالهم لا حدود لها..
    بلدنا ستكون أجمل بلد.. سنعيد حضارتها..
    نعم نحن قادرون..
    تزداد اعدادهم يوم وراء الآخر.
    لايزال هذا الشاب يذهب للساحات..يغير اسمه على الفيس بوك و يصبح "الثائر"
    أرى صوره في الساحة..مكتوب على جسمه "ارحل"و علم بلاده بألوانه الثلاثة مرسوم على جسمه..
    يقول لي إنه لا يبالي إذا مات شهيداً لليمن..
    يقول لي انه فداء لهذه الارض من أجل غد أفضل...
    يمر الشهر وراء الآخر....
    تبدأ مبادرات الخليج..
    لايزال الثائر في الساحة بأحلامه وأمانيه...
    يبعث لي رسالة حزينة بأن الشباب يريدون التصعيد وأنهم يحتجزون في الساحة في كل مرة ينادون بالزحف..

    ثم تأتي حادثة جامع النهدين ويذهب صالح للسعودية..يظل الثوار في الساحات منتظرين..
    يقولون لهم: لا تخرجوا من أماكنكم لأنكم ستجرون البلد الى حرب ..
    أقرأ لأحد مناصرين صالح يكتب أن من في الساحة مجرمين وأن قتلهم واجب..
    أتذكر الشاب الثائر..
    لايمكن ان يكون هذا الشاب الجامعي مجرم..
    منذ متى أصبح الحلم إجرام؟
    منذ متى اصبح حب الوطن إجرام!

    تطول الثورة و تطول..
    نبدأ جميعاً في لوم أحزاب اللقاء المشترك وعلي محسن....
    أرى صالح يحرز إنتصارات..ارى ثورتنا تتراجع للوراء.
    أفتح صفحة الثوار كلها خناقات بينهم..
    كل واحد يلقي اللوم على الآخر..حتى من أعرفهم من الثوار ..أرى انقسامات بين المستقلين والتابعين للحزب..الإعلام يكتب عن هذه الإنقسامات..
    أحاديث كثيرة عن أن ثورتنا ليست حقيقية..هذه ثورة أحزاب يريدون سرقة ثورتكم..نشك..فنبدأ في إلقاء اللوم على بعضنا مرة آخرى..الى أن .. ماهذا؟
    هذه صديقتي واعلم أنها تناصر صالح منذ البدايه!
    منذ متى تدعي انها مع الثورة؟
    لماذا تتفاعل معنا عند إنتقادنا للأحزاب وعلي محسن..
    وفجأة أرى ماكنت لا أراه..لقد استغلوا خوفنا من الأحزاب وعلي محسن..خوفنا من حكم فاسد او عسكري..فبثوا السم فينا و بدأنا نكيل اتهامتنا لبعض..وضعفت ثورتنا..

    السعودية تدعم صالح بشكل واضح وصريح..فهو يصرح ويهدد من أراضيها ..يستقبل و يهنيء ..ونحن مختلفين فيما بيننا..حتى المجلس يفشل وإختلافات تظهر بين مشترك وحوثيين وإنفصاليين..
    في كل ثورات الربيع العربي التي سبقتنا كان الجيش هو من يسيطر على الموقف و يكون له اليد الكبري في رحيل الرئيس..في حالتنا جيشنا منقسم ..ولاءه لأشخاص وليس للبلد..هل نقول للجيش المنقسم لا ..لا نريدك..نحن نخاف من قائدك لأنه فاسد أو قاتل او ربما له اطماع في الحكم..
    ثم ماذا ؟
    كيف ستنتصر الثورة؟
    من اين نأتي بأشخاص غير فاسدين و بلدنا للأسف الفساد فيه من اصغر واحد لأكبر واحد....أشعر بالإحباط..

    يأتي يوم جديد
    أفتح الحاسوب..أجد رساله من الثائر..أتذكر أول أيام الثورة..
    أتذكر من أستشهدوا..أفتح اليوتيوب فأجد هذا الفيديو..أتذكروهم؟
    لا لن تذهب دمائهم هباء..فلنكن يد واحده لذهاب من كان يرقص مع الثعابين وبعد النصر اذا ذاق الشعب الحرية لن يرضى لا بحكم عسكري ولا فاسد..
    هذا هو الضمان الوحيد..إذا أردنا لثورتنا ان تنجح فلنكن يد واحده.. هذا هو الأمل الوحيد..الأمل هو أنتم ..
    أنتم من لم تتسخون بقذارة السياسة..
    انتم من خرجتم لأنكم تحبون هذا البلد..
    أنتم من خاطرتم بحياتكم ..
    أنتم من صبرتم كل هذه الشهور لخوفكم على بلدكم من الحرب..
    أنتم من فاجأتم العالم بسلمية ثورتكم..
    أنتم قادرون..
    وستظل الثورة حتى بعد رحيل صالح
    الى أن يتحقق ما خرجتم من أجله..
    الى أن يتحقق ما سالت الدماء من أجله..
    الى ان يأتي هذا اليوم..
    من أجل من ضحوا بأرواحهم..
    من أجل الصامدون ..
    من أجل حلم كل يمني داخل او خارج الوطن بيمن أفضل..
    ستظل الثورة باقيه ..لن تموت..
    من أجل هؤلاء.
    Dory Aleryani
    @مرسلة بواسطة
    يمنية من بلد الملكة بلقيس و أروى. اؤمن بالمرأة اليمنية و أتمنى ان أرى اليوم الذي تحكم فيه من جديد. لي ارائي الخاصه التي قد لا يتقبلها المجتمع، شغفي بالسياسة بدأ مع الثورات و تبين لي بأن السياسة تجري في دمي بالوراثه. اؤمن بالإنسانيه ولا يفرق معي دينك أو بلدك و اؤمن بحق كل انسان في الحياة و الكرامة. ..أحب الفكاهه و يقول البعض ان "دمي خفيف"..طبعا لو فتحت المجال لأصف نفسي فلن اتوقف..لذلك اكتفي بهذا القدر :)