-->

قبل ان تضيع الفرصة

قبل ان تضيع الفرصة

    الزحف...كلمة سمعناها كثيراً من الثوار منذ بداية الثورة...
    سمعناها ايضا من محبين صالح بتعليقاتهم الساخره المستفزة مثل قولهم: "يزحفوا..ليش هم حشرات؟"و "خليهم يزحفوا و نرش عليهم بيف باف"... و ظللنا نسمع هذه الكلمة الى ان أتي يوم جمعة الكرامة الحزين...اليوم الذي هوجم الشباب فيه في ساحة التغيير و قُتل الكثير...و تعاطف الكثير مع الثوار ...و انضم الكثير للثورة...
    يومها سمعنا المعارض قحطان على قناة الجزيرة يقول: "سندخل لغرف النوم "... و كانت هذه الجمله –في رأيي- هي السبب الرئيسي في فشل الزحف...لماذا؟.. يومها..تعاطف الكثير مع صالح..و حزنهم على الشباب الذي قُتل تبخر بعد سماع المقوله ...فقد شعروا و كأن الموضوع هو أحزاب تريد ان تستولي على الحكم و بالنسبة لمجتمعنا اليمني استنكروا كثيرا موضوع غرف النوم و غيره ..و بهذا صار هناك خلاف و تباين اراء في موضوع الزحف ...و شعر الجميع ان لو حدث زحف في ذلك اليوم فيتوقع أن الكثير من الدماء ستسيل و انضمام الجيش ايضا بأسلحته للثوره اخاف الكثيرين من تحول الثورة لحرب بين على محسن و على صالح ...و بذلك الغي موضوع الزحف..
    و ضاعت الفرصة...
    الفرصه الثانيه كانت عند اصابة صالح.."و أعيد و أقول اني استنكر هذا الفعل و ان الثوار ليس لهم اي علاقه به و يجب محاسبة المسؤول عنه و محاكمته ...لأن عقاب صالح يجب ان يكون بإسم الشعب و أمام الشعب و ليس عن طريق عمليه لا نعرف من المتهم فيها ولا نعرف ان كانت لصالح الثوره ام لا".. .
    في اليوم الذي اصيب فيه صالح توقعت ان يكون هناك زحف للقصر و المنشئات الحكوميه و ان الثوره ستُصعّد...ولكن للأسف لم يحدث شيء...مر يوم وراء الآخر...و تصريحات وراء الأُخرى عن صحة صالح...صالح أفاق.. .صالح لم يفيق... صالح يحرك يديه.. لا لم يحركها ...عمل عملية تجميل. ..مشي على رجليه في المطار "كما ادعت قناة العربيه"... حافي ليس حافي؟...الخ
    و كأننا في انتظار صالح ليرجع و يقول:" انا هنا و سأواجه التحدي بالتحدي"...و هو ما حدث...
    وقتها فهمنا ان المعارضه لا تريد تصعيد ولا ثورة حقيقية و كل الهدف هو مشاركة حكومة صالح في الحكم عن طريق المبادرة الخليجيه...ربما لإيمانهم بأنهم غير قادرين على حكم اليمن لوحدهم او ربما لعدم ثقتهم بأنه سيكون لهم مستقبل ووجود قوي في الحكومه القادمه بعد نجاح ثورة الشعب...لا أعلم...
    ما أعلمه هو ان الفرصة ضاعت للمره الثانيه...
    قد يتسائل البعض ماذا عن الشباب اليست هذه ثورة شباب لماذا نتحدث عن المعارضه فقط؟...في الحقيقه الشباب "المستقل" مع التصعيد ولا زالوا يحاولون الى هذه اللحظه ولكن للأسف يتم اسكاتهم و اتهامهم بأنهم مندسين...و ضربهم و حبسهم ايضا...
    نعم هذا ما يحدث...عندما علمت به من مصدر موثوق لأول مره شعرت بأن الدنيا اصبحت سوداء في عيني ...تخيلت هذا الشباب المحب لوطنه يُحبس لأنه ينادي بالحسم ...ماذا فعلوا ليحبسوا و يضربوا!لماذا يسكت الشباب المتحزب عن هذا؟و اقول مره ثانيه الشباب المتحزب -وخاصة التابع للإصلاح -هو من الشباب المخلص جداً و كانوا على استعداد للتضحيه بأرواحهم و لا ننسى مشروع المليون شهيد و انهم اختاروا بأن يكونوا في المقدمه...
    و لكن الآن لا أدري ماذا حدث..لماذا لم يروا ما نرى..الم يلاحظوا ان الثوره في مسار خطير وان الحسم اصبح موضوع مصيري؟ كل ما اتمناه ان يأتي اليوم وان يرى هؤلاء الشباب حقيقة احزابهم و ان يكونوا كلهم يد واحده لأن في الإتحاد قوة...و انا متأكده ان الشباب جميعا -متحزب او لا- يحمل الكثير من الحب لوطنه و قد اثبتوا ذلك في هذه الشهور الطويله العصيبه...فلنتحد من أجل وطننا لا من أجل حزب او جماعه...أدعوكم و أترجاكم...كونوا يد واحده يا خيرة ابناء وطني الحبيب...


    قبل ان تضيع الفرصة .


    فيديو يوضح إعتراض الشباب على ما يجري في ساحة التغيير .صنعاء


    Dory Aleryani
    @مرسلة بواسطة
    يمنية من بلد الملكة بلقيس و أروى. اؤمن بالمرأة اليمنية و أتمنى ان أرى اليوم الذي تحكم فيه من جديد. لي ارائي الخاصه التي قد لا يتقبلها المجتمع، شغفي بالسياسة بدأ مع الثورات و تبين لي بأن السياسة تجري في دمي بالوراثه. اؤمن بالإنسانيه ولا يفرق معي دينك أو بلدك و اؤمن بحق كل انسان في الحياة و الكرامة. ..أحب الفكاهه و يقول البعض ان "دمي خفيف"..طبعا لو فتحت المجال لأصف نفسي فلن اتوقف..لذلك اكتفي بهذا القدر :)